"فخ القنيطرة": إخفاق استخباراتي وعسكري "اسرائيلي"

1422636412.jpeg1422636412.jpeg

نشرت صحيفة "السفير" اللبنانية مقالاً حول الإخفاق الاستخباري والعسكري الذي مني به جيش العدو "الاسرائيلي" خلال العملية النوعية التي نفذها عناصر من حزب الله في مزارع شبعا، و أسفرت عن مقتل وجرح عددٍ من الجنود الصهاينة إضافةً إلى إعطاب آلياتهم.

وتشير الصحيفة إلى أن "وسائل الإعلام "الاسرائيلية" تعاملت مع نجاح حزب الله في نصب كمين لموكب قيادي "إسرائيلي" داخل مزارع شبعا المحتلة، على أنه اخفاق استخباري وعملياتي من الدرجة الأولى خصوصا أن ذلك تم في ظل حالة التأهب القصوى المعلنة منذ أيام".

وتضيف "لكن هذا الإخفاق أظهر من ناحية أخرى المعضلة السياسية التي وجدت "إسرائيل" نفسها فيها إثر دخولها شرك التصعيد مع حزب الله بعد استهداف كوادره وجنرال إيراني على مقربة من القنيطرة قبل عشرة أيام: هل تصعّد ميدانيا أم تتجنب الصدام الواسع؟".

وتتابع "اعترفت "إسرائيل" بمقتل ضابط برتبة رائد وضابط صف وإصابة سبعة في كمين نصبه حزب الله لموكب آليات عسكرية تحركت على الحدود قرب قرية الغجر السورية المحتلة على مثلث الحدود مع لبنان. وأشارت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" إلى أن هذا الموكب كان في دورية قيادية في المنطقة كجزء من حالة التأهب في الكتيبة الموجودة في حالة تدريب حاليا".

وتصف الصحيفة اللبنانية حالةً من الوجوم طغت على أوجه القيادات العسكرية "الإسرائيلية" بعد نجاح حزب الله في نصب الكمين وتحقيق إصابات قاتلة، برغم حالة التأهب القصوى المعلنة. حيث أعلنت "إسرائيل" عن تدمير مركبتين من طراز "أيسوزو"( DMAX) قرب الحدود بصاروخ مضاد للدروع.

ونقلت الصحيفة ما قاله معلقون عسكريون حول الكمين الذي نصبه حزب الله، حيث وصفوه بأنه "كمين مركّب"، تم فيه استخدام قوات متنوعة. فبعد كمين الصاروخ المضاد للدروع، أطلقت قذائف الهاون باتجاه قوة عسكرية "إسرائيلية" وصلت لنجدة القوة التي وقعت في الكمين. ولكن أيضا تم استهداف عدد واسع من المواقع "الإسرائيلية" بقذائف الهاون في محاولة للتمويه على موقع الضربة الأساسي.

وأردفت "نتيجة الارتباك "الإسرائيلي"، تم الإعلان عن إغلاق مطاري حيفا وروش بينا بعد إغلاق المجال الجوي الذي تم تبريره بكثافة النشاط الجوي العسكري. كما أغلقت "إسرائيل" المواقع السياحية في الشمال مثل جبل الشيخ وبانياس و الحدائق الوطنية، فضلا عن إغلاق العديد من الطرق".

وفي محاولة للتخفيف من هلع سكان المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان المتخوفين من وجود أنفاق حفرها حزب الله، قالت الصحيفة "أن الجيش "الإسرائيلي" بدأ عمليات حفر موسعة حول مستوطنة زرعيت التي يزعم المستوطنون فيها أنه بعد عدوان تموز 2006 أنشأ حزب الله مبان قرب الحدود يعتقد أنها تحوي أنفاقا ويشتكون من أنهم يسمعون ضوضاء في الليل ناجمة عن حفر الأنفاق. وأكد الجيش "الإسرائيلي" أنها ليست المرة الأولى التي يفحص فيها احتمالات وجود أنفاق من جهة لبنان".

وفور الإعلان عن نجاح كمين حزب الله، انهمكت القيادتان السياسية والعسكرية في مداولات تحديد سبل الردّ. ووصل رئيس الأركان الجنرال "بني غانتس" إلى قيادة الجبهة الشمالية في صفد للوقوف على تفاصيل الوضع وصياغة تقدير موقف.

بينما قطع رئيس الحكومة "الإسرائيلية" "بنيامين نتنياهو"، زيارته الى مستوطنة "سديروت" على الحدود مع قطاع غزة، ليصل سريعاً إلى مقرّ وزارة الحرب في "تل أبيب" لإجراء مشاورات. وأعلن "نتنياهو" : "أنني أقترح على كل من يحاول تحدّينا على الحدود الشمالية أن يرى ما فعلناه هنا، غير بعيد عن بلدة سديروت، في قطاع غزة. لقد تلقت حماس في الصيف الأخير الضربة الأشد منذ إنشائها، والجيش "الإسرائيلي" مستعد للعمل بشدة في كل الجبهات".

كما أجرى وزير الحرب "الإسرائيلي" "موشي يعلون" مشاورات لتقدير الموقف، في وزارة الدفاع قبل المشاورات بمشاركة رئيس الحكومة ورئيس الأركان وكبار القادة العسكريين. وكان الخط البادي في جميع المداولات أن وجهة "إسرائيل" ليست نحو التصعيد الشامل لكنها لن تسلّم بالمساس بـ "سيادتها".

وحذّر المعلّق الأمني في "معاريف الأسبوع" "يوسي ميلمان" من أن الحرب المقبلة مع حزب الله لن تشبه "ما خبرناه في حرب لبنان الثانية" (تموز 2006). وقال إنه "إذا نشبت حرب شاملة في الشمال لا سمح الله وخصوصا على الحدود مع لبنان، فإن هذا سيقود إلى إطلاق مئات كثيرة، إن لم يكن أكثر من ألف صاروخ يومياً، وحينها ستنشأ الحاجة ليس فقط لإغلاق الطرق، وإنما أيضا لإخلاء مستوطنات.

واعتبر محرر الشؤون العربية في موقع "والا" الإخباري، "آفي يسسخاروف" أن العنوان الأساس لما يجري هو "التصعيد" ولكن معنى العملية هو أنها "تجسّد أن حزب الله يسعى لإيصال رسالة الى "إسرائيل" مفادها أنه لا يخشى من مواجهة شاملة. وربما أنه بدرجة معينة يرغب حتى في رؤية "إسرائيل" تنجرّ إلى خطوة بريّة في هضبة الجولان السورية". واعتبر أن التقديرات القائلة بأن "لا مصلحة لحزب الله في الحرب ليست صحيحة".

وأشار المعلق العسكري لـ "موقع يديعوت" إلى أن عملية حزب الله تضع "إسرائيل" أمام معضلة "وتشكل تصعيداً واضحاً. وهي تستدعي دراسة وقراراً هل تدخل "إسرائيل" في مواجهة واسعة مع حزب الله أم أن عليها ترك الأمر يمر وتسمح بإغلاق الحساب من جانب حزب الله".

وعبّرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن حالةٍ من "ضبط النفس" أُجبرت سلطات الاحتلال على انتهاجها بعد عملية حزب الله في مزارع شبعا، حيث نقلت عن مصادر عسكرية رفيعة أنه "تقرر في اجتماع تقدير الموقف الذي عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع قادة الأجهزة الأمنية عدم مواصلة إطلاق النار وتهدئة الأوضاع".

التعليقات

أضف تعليق