حي صلاح الدين في حلب : من غزو البرابرة إلى الإهمال الخدمي

1418130878.jpegالخبر1418130878.jpeg

يعيش أهالي حي صلاح الدين، منطقة جامع "أويس القرني" في حالة توصف بـ "المزرية" نتيجة الإهمال الخدمي الذي يتعرض له الحي ، فالحي الذي كان الجيش العربي السوري استعاده من يد المسلحين المتشددين منذ سنتين، لم تتغير حتى الآن معالمه المليئة بالدمار والأوساخ وغياب ك

وتحدث أحد ساكني الحي، فضل عدم الكشف عن اسمه ، لتلفزيون الخبر عن "سوء الأحوال المعيشية" التي يعاني منها الحي وسكانه منذ زمن طويل و"عدم التفات أحد من المحافظة أو البلدية للنهوض به وإعادته لما كان عليه"، موضحاً أن "أكثر ما يعانيه الحي هو انعدام النظافة وتراكم الأوساخ والأنقاض على طول شوارعه".

وأشار إلى أن "الحي مليء بالقمامة وبشكل لا يوصف، ولا أحد من عمال النظافة يأتي إليه مطلقاً، كما أن الحي لا يحتوي على أي حاوية قمامة، الأمر الذي سبب انتشار الأوساخ والجرذان والروائح الكريهة التي لا تطاق، ناهيك عن الأمراض التي تنتشر بين الحين والآخر بين الأهالي نتيجة ذلك".

ولا يقتصر الأمر على الأوساخ فقط، فالحي "مليء بأنقاض الأبنية المهدمة والأحجار المنتشرة على طول الطرق نتيجة ما طاله من تدمير، والتي لم يقم أحد حتى الآن بإزالتها"، بحسب السكان .

وتظهر حالة "عدم المبالاة" و"التهميش" الذي يتعرض له الحي من خلال انعدام كافة الوسائل المعيشية الأساسية التي يحتاج لها ساكنو الحي، من كهرباء ونظافة ومواصلات وغاز، لتبقى معالم الدمار والموت منتشرة في كافة شوارع وزوايا الحي.

وأوضح أحد السكان أنه "بالنسبة للكهرباء فإن الحي يحتوي على "بوست" يغذي منازل المنطقة التي تحوي ما يقارب 100 عائلة، إلا أن هذا البوست يتعرض للعديد من الأعطال وبحاجة إلى صيانة من قبل الشركة العامة لكهرباء حلب، وليس بالامكان إحصاء عدد المرات التي اشتكينا بها إلى الشركة لكثرتها، وبالطبع لا استجابة ظهرت على الإطلاق ولم يتم ارسال أي عامل صيانة من قبلها".

وأشار إلى أن "مشكلة الكهرباء هي من أهم مشاكل الحي، والتهميش الذي نتعرض له كبير، وهل من المعقول وجود حي كامل في حلب لا يحتوي على أعمدة كهرباء أو حاويات نظافة !!، الحال ذاته بالنسبة للشكاوى الكثيرة بخصوص النظافة والأنقاض والغاز والتي لا أحد يلتفت لها".

وعبر مواطن اخر عن استيائه من سوء الوضع بالقول: "لا استجابة من قبل المعنيين لطلبات الأهالي من أجل توريد حاويات إلى الحي، وسيارات الغاز تدخل إلى الحي وتخرج بدون أن تقوم بالتوزيع والمختار لا يملك سوى جملة "الغاز بعد أسبوع.. الغاز بعد بكرى.. الي بعدو .. الي بعدو.."، أما المازوت فعوضك على الله".

وما يميز منطقة جامع "أويس القرني" هو الحالة الايجابية التي ظهرت من خلال قيام أهالي الحي الصامدين بتنظيم أمور الخدمات بشكل " ذاتي " .

وحول ذلك قال أحد السكان "بالنسبة لتنظيم الأمور في الحي فإن السكان اجتمعوا على عدة اشخاص يعملون بمهن مختلفة ليكونوا مسؤولين عن تنظيم أمور الحي الأساسية من إصلاح أعطال البوست الكهربائي ووصل الخطوط المباشرة إلى المنازل لعدم وجود أعمدة، بالإضافة إلى إصلاح الأعطال التي تخص المياه وحرق القمامة من وقت لآخر".

وأضاف "يحصل هؤلاء الأشخاص على مبلغ 100 ليرة سورية من كل عائلة لقاء أعمالهم، باعتباره مبلغ رمزي يتم استخدامه لشراء قطع الصيانة والكابلات وما يلزم من أمور".

وتابع "في الحي الحياة أشبه بالمدينة الثانية، فالمحلات التجارية تخدم أهالي الحي فقط وهي لأشخاص من سكان الحي والاصلاحات العامة للاعطال يقوم بها أهالي الحي وعمل العديد من أصحاب الحرف كالحديد والنجارة وما إلى ذلك هي من الحي وللحي، لدينا إن لم يكن لديك زيارة أو عمل طارئ خارج الحي فلا داعي للخروج منه فكل ما تحتاجه موجود وكل ما تقدمه يوجد من يحتاجه".

ويدعي بعض المعنيين المسؤولين عن خدمات الحي في مجلس المدينة بأنهم لا يستطيعون العمل فيه باعتباره "منطقة ساخنة ولا يمكن الوصول إليه بدون موافقة الجيش، خوفاً من حالات القنص والاستهدافات التي قد تطال الآليات"، علماً أن الحي مليء بمظاهر الحياة الطبيعية ويمتاز بالازدحام وتعداده السكاني "يقارب الـ 1000 نسمة"، بحسب المعنيين ذاتهم.

وعند تواصل تلفزيون الخبر مع مسؤولين آخرين في مجلس مدينة حلب، فإن الاستجابة جاءت بإرسال لجان لمعاينة المنطقة والتأكد من إمكانية العمل بها، حيث أوضح مصدر مسؤول في مجلس المدينة لتلفزيون الخبر أن "الحي يمكن العمل به وهناك جزء صغير منه قد يكون خطراً، إلا أنه يتم حالياً التنسيق مع الجيش من أجل تأمين هذا الأمر".

ويبقى حي جامع "أويس القرني" في صلاح الدين مغبراً بأنقاض حرب سلبت منه أبناءه على يد برابرة ملتحين لم يتركوا منزلاً فيه إلا وسرقوه في بداية "فلتتهم الثورية"، ليعود الحي بعدها بدماء شبابه وبأمل إعادة إحيائه، إلا أن أحداً من المسؤولين لم يلتفت إليه حتى الآن.

وعلى الرغم من ذلك فلا زالت مئذنة جامع "أويس القرني" بأجزائها المهدمة مرتفعة، تشهد على صمود أهل المدينة ، وتحيي قلعة حلب من بعيد صباح كل يوم لتحكي لها قصصاً رويت وأخرى لن تروى.

المصدر:الخبر

التعليقات

أضف تعليق