جامع السلطانية الأثري .. ضحية جديدة من ضحايا "حرية اللحى"

أخبار لنا رأي
1418053464.jpg1418053464.jpg

في وقت يعجز فيه المسلحون المتشددون عن التصدي للحصار الذي بات قاب قوسين أو أدنى حول مدينة حلب، تزداد شراسة المعارك في المدينة القديمة، لتعود التفجيرات والأنفاق المفخخة سلاحاً فعالا في وجه الحضارة، المستهدف الأكبر من هذه المعارك، ليسقط جامع السلطانية الأثري

مسلحين تابعين لـ "الجبهة الإسلامية" قاموا بتفخيخ نفق وتفجيره بجامع السلطانية، ليتحول أحد أهم مراكز الصوفية في حلب إلى ركام، في حرب بين الإسلام المعتدل، وإسلام قادم من صحراء نجد يمتطي صهوة الأحلام بـ "إمارات إسلامية".

المصدر الذي أكد أن التفجير لم ينجم عنه إصابة اي جندي من الجيش العربي السوري، شدد على أن المسجد أساسا ليس مقرا يتخذه الجيش، موضحاً أن تفجيره يأتي في سياق عمليات التفجير السابقة التي طالت عدة معالم أثرية في محيط قلعة حلب، والتي قام مسلحو "الجبهة" بقصفها بالقذائف المتفجرة قبل ايام.

وطال الدمار، منذ اقتحام المسلحين المدينة القديمة، معظم أسواق المدينة (المسجلة في موسوعة غينيس كأطول سوق مسقوفة متفرعة إلى مجموعة أسواق)، كما طال مبنى فندق الكارلتون (تعرض لثلاثة تفجيرات)، ومبنى مديرية الخدمات الفنية، وخان الشونة، والمدرسة الخسرفية، وقيادة الشرطة (المحافظة)، وحمام يلبغا، ومنطقة الجديدة (تضم بيوتاً أثرية)، والجامع الأموي، إضافة إلى مناطق أخرى.

وتعد المناطق المحيطة بالقلعة الأكثر تضرراً، حيث فجر المسلحون معظم المباني في محيط القلعة، كما تضرر بابها. كما شمل الدمار سوق النسوان وسوق الحدادين قرب الجامع الكبير، وسوق الزرب قرب الخدمات الفنية.

وأمام حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة القديمة منذ اقتحام المسلحين لها رغم عدم وجود أي مراكز أمنية فيها، يستذكر كل من يتابع المشهد التاريخ الذي مر بعاصمة طريق الحرير، من زلازل واقتحام مغولي يكاد يطابق ما يحدث الآن.

وكانت مدينة حلب تعرضت تاريخياً إلى زلزالين مدمرين، الأول في العام 1138، والثاني في العام 1822، تسببا بتدمير المدينة بشكل شبه كامل، تخللهما هجوم تعرضت له المدينة على يد المغول بقيادة هولاكو في العام 1260، الذي دمَّر قلعتها، وخرَّب معالمها، في سيناريو يعيده الزمن اليوم على يد "المغول الجدد".

التعليقات

أضف تعليق