هذه هي القصة الكاملة "للمناضلة"السورية غرام نورس الحسين وقصة وقوعها في غرام ..."القاعدة"!!

أخبار لنا رأي
1337920866.jpgالحقيقة1337920866.jpg

صفحات "الثورة السورية" تصنع منها "رمزا ثوريا" وتفبرك لها سيرة نضالية كاذبة، فيما "صاحبها" إرهابي مجرم كان معتقلا بجرم تزوير جوازات سفر لـ"جهاديين" أصوليين!؟

ما إن انتشر اسم الصبية غرام نورس الحسين ، ذات الـ23 عاما ( مواليد حلب ، العام 1989) ، بوصفها بطلة الفيلم الدموي "غرام وانتقام" الذي جرت فصوله ليلة أول أمس في بيروت، حتى بدأت "صفحات الثورة السورية" سرد "سيرة نضالية" لها يخالها المرء من خلالها كما لو أنها سيرة روزا لوكسمبورغ! ووصل الأمر ، بطريقة لا تخلو من الخسة والنذالة ، حد اتهام حزب الله وقناة "المنار" بفبركة القصة بهدف "الإساءة لسمعة ناشطة سورية معارضة"، علما بأن قناة "الجديد هي أول قناة لبنانية تغطي وقائع الاشتباك بين المجموعة المسلحة والجيش اللبناني، وأول قناة تذكر الاسم الثلاثي للصبية المذكورة مرفقا بوصفها "بائعة هوى"، وهو ما امتنعت عنه قناة"المنار" حين أعادت سرد رواية ما جرى، بسبب "الاحتشام" الذي تتبعه القناة ، انطلاقا من "معايير مهنية ودينية"!


فما هي قصة غرام نورس الحسين، وقصة علاقتها بعناصر"القاعدة" ، وما الذي ساقها إليهم وإلى جعل شقتها مستودعا للأسلحة والذخيرة؟ وهل للأمر علاقة بما يجري على الساحة السورية، على اعتبار أن "صاحبها" ( بالمعنى المبتذل ، لا النبيل، للكلمة!) محمد يمان منذر السليماني ( مواليد 1984) هو "معارض" سوري لا يستحق سوى لقب "مجرم عرصة" ، بالمعنى الدقيق للكلمة، أخلاقيا وجنائيا!؟

ما أصبح معلوما ومؤكدا لنا ، ومن مصادر أمنية وحقوقية لبنانية ، هو أن الشقة التي كانت مسرح الجريمة ، ومستوع الأسلحة والذخيرة، مسجلة ـ كأجارـ باسم غرام نورس الحسين . أما فصول ما جرى ، فهي على النحو التالي:

عند حوالي العاشرة من مساء أول أمس ، جاءت غرام الحسين إلى الشقة لأخذ أمتعهتا الشخصية منها ، على اعتبار أنها قررت قطع علاقتها بـ "صاحبها" السليماني بعد أن أصبحا على خلاف كبير. وكان يرافقها "صاحبها" الجديد سامر أبو عقل ، وهو كوافير / حلاق نسائي . وعندما شاهدها "صاحبها" السابق يمان السليماني مع "صاحبها" الجديد انفجرت غيرته ، فما كان إلا أن انفجر بوجهها متهما إياها بأنها "عميلة للمخابرات السورية وتتجسس عليه"، في الوقت الذي كان يفتح فيه نيران رشاشه الكلاشينكوف باتجاه صدر "صاحبها" الجديد "سامر أبو عقل" ليرديه قتيلا في بركة من الدم. هنا ينبغي أن نشير إلى أن السليماني ، وهو "معارض" سوري أيضا، مطلوب لمخابرات الجيش اللبناني على خلفية علاقته بـ"القاعدة". فقد كان معتقلا في السابق من قبل الجهاز نفسه بعد ضلوعه في تزوير جوازات سفر لسلفيين إرهابيين( من "فتح الإسلام" و"جند الشام"على الأرجح).

عندما رأت غرام الحسين هذا المشهد ، أصيبت بالذعر والهلع ، فاندفعت هاربة إلى خارج الشقة، بيما كانت ساقاها تسابقان الريح وهي تقفز درجات البناية من الطابق السابع إلى الطابق الأرضي . وعندما وصلت إلى الشارع ، وجدت كراج سيارات لجأت إليه بينما كان السليماني يطاردها آملا اللحاق بها قبل أن تتمكن من الاختفاء أو الوصول إلى الأجهزة الأمنية فينفضح سر الشقة وسر العصابة وسر الأسلحة التي يجمعونها ( تبين لاحقا أن في الشقة : حوالي عشر قنابل يدوية، وأربعة رشاشات وثلاثة مسدسات وكمية كبيرة من الذخيرة). وحين وصل إلى الشارع ولم يجدها، جن جنونه، فأطلق رشقات من رشاشه في الهواء. في هذه الأثناء كان الجيران أبلغوا القوى الأمنية، بينما كان هناك حاجز مشترك للمخابرات ( من مخابرات الجيش والأمن العام) في نهاية الشارع سرعان ما جاء عناصره إلى مكان إطلاق النار. وبعد وصولهم ولجوء غرام إليهم، استمعوا منها إلى التفاصيل الأولية، و عرفوا منها "الوضع الميداني" للشقة بهدف معرفة أفضل السبل لمداهمتها. وفي الأثناء ، كان السليماني بدأ يلقي القنابل اليدوية على عناصر الأمن ، ما أدى إلى إصابة عنصرين بجراح متوسطة. ذلك قبل أن "يختفي" من جديد في البناية .
تقرير قناة"الجديد" عن الاشتباك بين المجموعة المسلحة والجيش اللبناني وعلاقة غرام الحسين بالمجموعة



التطور الذي حصل في تلك الأثناء كان مفاجأة عناصر الأمن. فقد وصل الإرهابي هاني الشنطي إلى المكان ، وركن سيارته في الحي، ودخل البناية ليلتحق بزميله "المجاهد" السليماني ، فهو كان خارج الشقة حين وقعت المشكلة. واتضح لاحقا أن السليماني اتصل به وطلب منه الحضور لمؤازرته في المعركة ضد عناصر الأمن وعناصر الجيش الذين كانوا وصلوا بدورهم إلى المنطقة لدعمهم. وما هي إلى لحظات بعد دخوله البناية حتى أصبح إطلاق النار باتجاه عناصر الأمن والجيش أكثر غزارة، ومن زوايا مختلفة في الطابق السابع من البناية. وبعد ساعتين من تبادل إطلاق النار، اقتحم عناصر الجيش الشقة بعد أن نزلوا إليها بالحبال من سطح البناية. وعند دخولهم الطابق السابع ، وجدوا الشنطي مصابا إصابة بليغة في رأسه وكتفه، لكنه تمكن من الزحف نحو عناصر الجيش وسلم نفسه لهم بعد أن أبلغهم بأنه لم يزل هناك شخص آخر داخل الشقة هو " فادي" ( يقصد فادي ابراهيم ، وهو اسم مستعار).

السؤال / اللغز في القصة هو علاقة صبية سورية بهؤلاء الأشخاص ، وكيف تعرفت إليهم. وهو ما ينتظر أن نعرفه قريبا بعد أن يكون هاني الشنطي تعافى من جراحه وأدلى باعترافاته الكاملة.

ولكن من هو الشنطي ؟ الشنطي هو أحد عناصر"مجموعة الـ13" التي اعتقلت أواخر العام 2005 على خلفية اغتيال الحريري، أو " مجموعة أحمد أبو عدس" ، كما يسميها البعض ، والتي كان يقودها حسن النبعة والسعودي فيصل أكبر ، المسؤول عن التدريب في تنظيم"القاعدة". علما بأن أحد أفراد المجموعة ( خالد طه) بقي متواريا عن الأنظار منذ ذلك الحين ، ويعتقد أنه يقيم في مخيم"عين الحلوة" جنوب لبنان . وقد اعترف عناصر المجموعة بأنهم من قام بتنفيذ عملية اغتيال الحريري ، لكنهم سحبوا اعترافاتهم لاحقا بتوجيهات من العقيد وسام الحسن ، رئيس فرع المعلومت في الأمن العام اللبناني، المعروف بأنه "الذراع الأمنية" لآل الحريري ، منذ ما قبل اغتيال الحريري الأب وحتى الآن. ويقول الصحفي السوري نزار نيوف ، الذي كان يعمل مع القاضي سيرج براميرتس رئيس "لجنة التحقيق الدولية" في قضية اغتيال الحريري ، " قرأت الإفادات التي أدلى بها عناصر المجموعة في لاهاي صيف العام 2007 . وكان لافتا ، بحسب ما أخبرني به براميرتس خلال لقائنا الأول، أن إفاداتهم الأصلية التي أخذت منهم ( قبل سحبها) كانت مطابقة تماما لما جرى في مسرح الجريمة. وحين قرأت هذه الإفادات بنفسي لاحقا ، في العام 2009 ، وجدت تطابقا مذهلا بين ما قالوه وما جاء في الحيثيات التقنية التي توصلت إلها لجنة التحقيق الدولية. وأذكر أن وجود هاني الشنطي بينهم لفت انتباهي، خصوصا وأنه أردني الجنسية (من مدينة الزرقاء حسب ما أذكر) مولود في لبنان العام 1980. ولفت انتباهي أنه كان على صلة بجماعة الزرقاوي في العراق"!

إذن ، صبية " ليبرالية" تركب "البسكليت" مع تكفيريين من "فتح الإسلام" و"القاعدة" في شقة واحدة ! إنه أمر لافت محير تفسره الأجهزة الأمنية اللبنانية ، التي استمعت إلى إفادة "المناضلة" غرام الحسين و إفادة أولية من "الأمير الجهادي المتقاعد" هاني الشنطي، على النحو التالي: "الجهاديان" ، القتيل والجريح، متقاعدان من الجهاد منذ فترة. وبعد إطلاق سراحه ، قرر السليماني أن "يحب الحياة" على طريقة وليد جنبلاط و "14 آذار"، ولسان حاله يقول "حورية باليد ولا سبعين غير مضمونات عند الله"! وهو يؤكد أنه اكتشف "دجل ونفاق" أمرائه الجهاديين فقرر أن يعشق غرام. أما غرام فتصف هذا المجاهد المتقاعد بأنه "غريب الأطوار يتعاطي خلطات من المخدرات لا تخطر على بال الأبالسة، فهو يخلط الكوكايين بالأفيون ويشرب معهما الويسكي". وقد قررت "قطع علاقتها به بعد أن بدأ يخزن السلاح في شقتها"!

أما أرشيف الأجهزة الأمنية اللبنانية فيصف "العاشق" القتيل بأنه مرتبط بـ"القاعدة" بشكل وثيق وبأنه جرى تجنيده في العام 2007 من قبل أحد رجال التكفيري السوري "أبو القعقاع" ( محمود غولاساسي) الذي قتل في حلب في العام نفسه بينما كان خارجا من المسجد. وفي العام نفسه أيضا وجد السليماني طريقه إلى فرع "القاعدة" في الشيشان ، الذي يدار من قبل تنظيم "القاعدة" في الجزيرة العربية. وهو ما دفع السلطات اللبنانية إلى اعتقاله ومحاكمته ، حيث خرج من السجن أواخر العام 2008 ، لكنها لم ترحله إلى سوريا!؟

المصدر:الحقيقة

التعليقات

أضف تعليق