الاستخبارات الإسرائيلية تسرّب محضر لقاء جورج صبرة بوزيرة الخارجية الأميركية في استانبول

1333562728.jpg1333562728.jpg

صبرة أبلغ كلينتون بأن المسيحيين لن يتخلوا عن الأسد إذا لم يحصل تدخل غربي، وطلب منها حماية أميركية لمنطقة عازلة في إدلب والضغط على الأكراد للمشاركة في "الانتفاضة المسلحة"!؟

موقع "ديبكا فايل" العبري ، المقرب من الاستخبارات العسكرية "أمان" ويديره العقيد المتقاعد في "أمان" غيورا شاميس ، ما قال إنه محضر حديث عضو "حزب الشعب الديمقراطي السوري" و " المجلس الوطني السوري" ، جورج صبرة، مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على هامش "مؤتمر أصدقاء سوريا" في استانبول أول أمس. وبحسب الموقع ، فإن "المجلس الوطني" اختار صبرة للتحدث إلى كلينتون باسم المعارضة ككل ، باعتباره "مسيحيا أرثوذوكسيا" وعضوا في حزب يساري (!؟) [ حزب الشعب الديمقراطي السوري / جماعة رياض الترك]، ولأنه "ليست له مطامح شخصية ، ولم يمض وقت طويل على خروجه من دمشق ، وبوصفه أحد ممثلي السجين السياسي الشهير رياض الترك. وطبقا لما أورده الموقع ، نقلا عن مصادر أميركية حضرت اللقاء ، وعن قياديين في "المجلس الوطني"، فإن صبرة أبلغ كلينتون بما يلي:

أولا ـ إن الجيش السوري على وشك الانهيار ، وهو مستمر في التماسك فقط بفضل ضعف "الجيش الحر" الذي يجري تسليحه الآن. وإذا ما تمكنت المعارضة من السيطرة على منطقة ولو صغيرة خارج سيطرة القوات المسلحة السورية ، فإن مسار الأمور يمكن أن ينقلب لصالح المعارضة. ومن أجل هذا ، إن الولايات المتحدة ليست بحاجة لغزو سوريا أو إرسال عدد كبير من الجنود للدفاع عن مسلحي المعارضة ، بل يكفي أن تؤمن لهم ملاذا آمنا في قرية صغيرة مثل "جرجناز" في إدلب ضد أي هجوم من قبل قوات السلطة. وأشار إلى أن جرجناز تشكل محور مجموعة قرى وبلدات مثل " معرتشمرين" و " الغندقة" و"تلمنس" و " معرتشورين". ومن شأن قيام الولايات المتحدة بتأمين حماية هذا الجيب ، أن يشكل معطفا حاسما في مسار الأمور لصالح المعارضة.

ثانيا ـ إن الأقلية المسيحية في سوريا ( 11 بالمئة من السكان) لن تتخلى عن الأسد دون أن تكون متأكدة من حصول تدخل غربي مباشر.

ثالثا ـ إن فشل التمرد ضد نظام الأسد يعود بنسبة كبيرة منه إلى افتقار المعارضة لقيادة رمزية ( كاريزمية) قادرة على توحيد المعارضة. [ بالتعبير الشعبي السوري جميع قادة "المجلس الوطني" من الـ"أندبورية"].

رابعا ـ لقد داست الدبابات السورية المنتفضين من درعا في الجنوب إلى حمص شمالا ، وعلى الولايات المتحدة أن لا تتخلى عن الانتفاضة في هذه المرحلة الأكثر أهمية من الصراع ، بل المضي قدما في مساعدة مناطق المقاومة التي لم تزل خارج نطاق سيطرة الدبابات السورية.

خامسا ـ يجب أن لا تنسب المساعدات العسكرية للمسلحين إلى السعودية وقطر ، لأن بروباجندا إعلام الأسد ستوظف ذلك في اتهام المعارضين بأنهم مدعومون من قبل "الإرهابيين" ( الإسلاميين) ، وهذا يشكل إهانة لكرامة الوطنية السورية.

سادسا ـ يمكن للديبلوماسية الأميركية أن تكون مفيدة في الضغط على زعماء أقليم كردستان العراق ( مسعود البرزاني وجلال الطالباني) لإرغامهما على زج أكراد حلب ودمشق ( حوالي 150 ألفا) في الانتفاضة المسلحة . فمشاركة الأكراد ( في هاتين المدينتين) ستساهم بشكل كبير في إطاحة الأسد.

يشار في هذا السياق إلى أن جورج صبرة ، وكما نقلت عنه مواقع كردية خلال اليومين الماضيين ، وجه " شتائم عنصرية" ، على طريقة رئيسه رياض الترك ، للأكراد السوريين في مؤتمر المعارضة في استانبول قبل أيام ، حين خرج ممثلو " المجلس الوطني الكردي " من الاجتماع بعد تعرضهم لخديعة من قبل "المجلس الوطني" الذي رفض الاعتراف بحقوقهم القومية السياسية، وفق ما نقلته هذه المواقع.

وبحسب موقع " ديبكافايل" ، فإن وزيرة الخارجية الأميركية أبدت تأثرها بما عرضه جورج صبرة ، ما دعاها إلى إجراء تعديلات على المواقف التي جاءت بها من واشنطن ، حيث أبلغت صبرة بأن" الولايات المتحدة ستنشيء مجموعة دولية تشكل مظلة أوسع للعقوبات على دمشق " ، وستقوم بـ " زيادة المساعدات التي تقدمها للمعارضة ، بما في ذلك معدات اتصالات عسكرية".

يشار إلى أن "حزب الشعب الديمقراطي السوري" يشكل العمود الفقري "إعلان دمشق" بعد انسحاب معظم القوى من هذا الأخير ، ويعتمد كل منهما على المساعدات المالية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية منذ العام 2006 . وكانت "الحقيقة" أول من كشف في العام 2007 حجم الأموال الأميركية المحولة لـ "الإعلان"، ما دعا موقعه الرسمي ("النداء") إلى شن حملة عنيفة ضد الموقع و محرره آنذاك نزار نيوف . إلا أن "إعلان دمشق" بلغ لسانه ولزم الصمت حين أكدت وثائق "ويكيليكس" و صحيفة "واشنطن بوست" هذه المعلومات ربيع العام الماضي .

التعليقات

أضف تعليق