نتنياهو تمنى عودة مبارك وقلق من انهيار ملك الأردن

1322258036.jpg1322258036.jpg

حمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس بشدة على ثورات الربيع العربي واعتبرها حافزا نحو التأخر وليس التقدم. وتوجه نتنياهو بالانتقاد الشديد أيضا لمن بارك في إسرائيل والعالم هذه الثورات مشيرا

على وجه الخصوص إلى ما يحدث في مصر. وقال إن العالم العربي عبر هذه الثورات «لا يتقدم نحو الأمام وإنما يتراجع إلى الوراء». وكذلك حمل نتنياهو على جهود المصالحة الفلسطينية الجارية حاليا في القاهرة وطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقفها.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في خطاب ألقاه أمام الكنيست التي تناقش هذه الأيام مجموعة من القوانين الفاشية الرامية لكم الأفواه في المجتمع الإسرائيلي. ويتسم خطاب نتنياهو هذا بأهمية كبيرة كونه يأتي بعد يومين من المداولات في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية حول التقدير السنوي لوضع إسرائيل الاستراتيجي. ومعروف أنه في هذه المداولات يتم عرض التقرير السنوي للاستخبارات الإسرائيلية الذي تقدمه شعبة الاستخبارات العسكرية وتقارير أخرى تقدمها الموساد والشاباك والخارجية الإسرائيلية. وتمت الإشارة إلى ان فحوى التقدير الاستراتيجي أشار إلى اتجاه المنطقة نحو مزيد من العداء لإسرائيل لكن ليس لدرجة التحول قريبا في مصر إلى حالة الصدام الجبهوي أو إلغاء معاهدة السلام. ومع ذلك عرض رئيس الأركان الجنرال بني غينتس لسيناريوهات متطرفة تتعامل فيها إسرائيل مع احتمالات إلغاء معاهدة السلام مع مصر.

واعتبر المراقبون أن خطاب نتنياهو هذا كان الأشد ضد الربيع العربي منذ انطلاق الانتفاضات العربية ضد الأنظمة الحاكمة. وقال المطلعون إن نتنياهو قال أمام الكنيست للمرة الأولى علنا ما كان يحتفظ به للحديث فقط في الغرف المغلقة أو للإيجازات المغفلة للصحافيين.

وقال نتنياهو علنا أنه لا يثق البتة بقدرة الشعوب العربية على بناء أنظمة ديموقراطية كما أعرب عن أمانيه في عودة العجلة إلى الوراء إلى عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والخشية من انهيار العائلة المالكة في الأردن وانعدام الاستعداد المطلق لأي تنازل للفلسطينيين.

وانتقد نتنياهو بشدة المعارضة الإسرائيلية وزعماء الدول الغربية على حد سواء وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي حث الرئيس المخلوع مبارك على ترك السلطة. وقال نتنياهو إنه وقت حدوث الأمور كان في أحاديثه المغلقة يرى أن الإدارة الأميركية وزعماء أوروبا لا يفهمون الواقع. ووصف نتنياهو الزعماء الغربيين بأنهم «سذج».

وقال نتنياهو، «في شباط هذا العام وقفت على هذا المنبر، حينما تدفق ملايين المصريين إلى الشوارع في القاهرة. وقد شرحوا لي حينها، معلقون وعدد غير قليل من أعضاء المعارضة هنا، أننا نواجه عصرا جديدا من الليبرالية والتقدم سيجرف النظام القديم… وقالوا إنني أحاول إخافة الجمهور وإنني لا أرى أننا في الجانب غير الصحيح من التاريخ وأنني لا أفهم الوجهة التي تتقدم إليها الأمور».

وزعم نتنياهو أيضا أن الوقت الذي مر أثبت أنه كان على حق. وحسب كلامه فإن توقعاته بأن ينقلب «الربيع العربي إلى موجة إسلامية، معادية للغرب، ومناهضة لليبرالية ومعادية لإسرائيل والديموقراطية» تبين أنها صائبة. وأضاف «أنا أسأل اليوم من هو الذي لا يفهم الواقع هنا؟ من هو الذي لا يفهم التاريخ؟» وأعلن أن «إسرائيل تواجه فترة انعدام استقرار وانعدام يقين في المنطقة. وهذا بالتأكيد ليس الوقت للإصغاء لمن يقول بالسير وراء الأهواء».

واستخدم نتنياهو في كلامه الهزة التي تعيشها المنطقة العربية مبررا لعدم تقدم حكومته في أي شيء يتعلق بالعملية السياسية مع الفلسطينيين. وقال «إني أتذكر أن الكثيرين منكم طالبني باستغلال الفرصة لتقديم تنازلات متسرعة، والإسراع في إبرام اتفاق، وأن هذا بالضبط هو الوقت المناسب». وأضاف «لكنني لست ممن يبني سياسة إسرائيل على الأوهام. ثمة هنا هزة كبيرة… من لا يرى ذلك، ببساطة يدفن رأسه في الرمال. وهذا لا يزعج بعض الناس في القدوم والاقتراح علينا أن نعطي وأن نتنازل. قلت: إننا نريد التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين لأننا لا نريد دولة ثنائية القومية، ولكننا نصر على أن هناك أسسا للاستقرار والأمن، دوما نحن نريد هذا، ولكننا نريده الآن أضعافا مضاعفة».

وكان نتنياهو قد أعلن في مؤتمر صحافي عقد في القدس المحتلة مع رئيس الحكومة الرومانية الذي يزور إسرائيل حاليا أن «لإسرائيل ومصر مصالح مشتركة عميقة في المحافظة على السلام القائم بينهما». وأوضح أن «السلام مع مصر يضمن استقرار قلب الشرق الأوسط. وهو يضمن الهدوء. ونحن نعمل سويا مع مصر للمحافظة على السلام».

وأشار نتنياهو إلى «أننا نعلم أن هناك الكثير من الجهات التي تحاول انتهاك السلام، لكننا نعمل بمتابعة مشتركة وعبر تنسيق كامل مع مصر، ونبذل نحن الجانبين جهدا جديا ومسؤولا أولا من أجل المحافظة على السلام».

ودعا نتنياهو الفلسطينيين إلى وقف عملية المصالحة بينهم وقال إنه «يأمل أن يوقفوا عملية المصالحة مع حماس ويختاروا الابتعاد عن الخطوات من طرف واحد». وأكد أن إسرائيل «معنية جدا بجيرة ديموقراطية، ولكن هذا السيناريو بعيد عن أن يكون مؤكدا، ونحن قد نجد أنفسنا في بيئة معادية أكثر من أي وقت مضى ولذلك علينا إبداء الحذر وأن نكون مسؤولين جدا وأن لا نفعل ما يمكن أن يعرض أمن إسرائيل للخطر».

التعليقات

أضف تعليق