PRESS RELEASE
19-04-2024
اعتقالات وإصابة عشرات المتظاهرين الأتراك باشتباكات مع الشرطة فى ميدان تقسيم وسط اسطنبول

1367476977.jpg

سفرت إجراءات القمع التي اتخذتها حكومة رجب طيب أردوغان التركية للتصدي لتظاهرات عمالها في عيدهم أمس عن إصابة أكثر من ثلاثين شخصا آخرين بجروح واعتقال 72

متظاهرا إثر صدامات عنيفة وقعت بمناسبة عيد العمال في اسطنبول.

وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية أن إصابة أكثر من عشرة متظاهرين جاءت جراء شعورهم بضيق تنفس بسبب الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الشرطة التركية كما أصيب مصور للوكالة بجروح بعد تعرضه لهجوم خلال الصدامات.

ومنذ الصباح الباكر حاول آلاف المتظاهرين الوصول في مجموعات صغيرة من بضع مئات إلى ساحة تقسيم عبر الشوارع المجاورة لكنهم اصطدموا بقوة ضخمة من الشرطة مؤلفة من نحو 22 ألف عنصر تمت تعبئتهم لسد الطريق أمامهم.

واتخذت وحدات الشرطة التركية إجراءات صارمة جدا في منع التجمعات في حي بسيكتاش الذي يبعد كيلومترين عن ساحة تقسيم على الضفة الأوروبية للمدينة.

وهتف المتظاهرون "الموت للفاشية ويحيا عيد العمال" وندد مسن تركي من المتظاهرين بهذه الإجراءات القمعية لعناصر الشرطة واصفا إياهم بـ "قتلة بدون شرف" بينما استمرت الشرطة بإلقاء قنابل الغاز على الرغم من دعوات للمساعدة من أجل معالجة الذين شعروا بضيق.

واستمرت المواجهات لساعات عدة في ثلاثة أحياء على الأقل مؤدية إلى ساحة التقسيم التي أقفلت الطرقات المؤدية إليها وأقيمت فيها الحواجز لمنع المتظاهرين من الوصول إليها.

وكانت قوات الأمن التركية بدأت منذ الصباح الباكر باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لمنع التجمعات فى حى بيشيكتاس المجاور لساحة تقسيم.

وعلقت حركة النقل نحو تقسيم برا وبحرا وعبر سكك الحديد ما حال دون تمكن العديد من سكان اسطنبول والسياح من التنقل فى المدينة.

من جهة أخرى ضرب عشرات من رجال الشرطة مدعومة بسيارات مصفحة طوقا حول مقر رئيس الوزراء التركى أردوغان فى اسطنبول بينما فرقت الشرطة ناشطات من حركات نسائية رفعن أعلاما بنفسجية ورددن "كلنا معا ضد الفاشية" بالقنابل المسيلة للدموع التى تسببت فى اختناق المتظاهرات.

كما تدخلت الشرطة التركية أيضا قرب مقر النقابة الواقع فى محيط تقسيم ضد المتظاهرين مستخدمة قنابل مسيلة للدموع واضطر نواب حزب الشعب الجمهورى أكبر أحزاب المعارضة الذين كانوا فى الموقع للجوء إلى المبانى المجاورة. وانتقد حزب الشعب الجمهوري إجراءات القمع الحكومية التركية وقال نائب رئيس الحزب غورسيل تيكين للصحفيين:" إنه قمع غير مقبول ضد العمال" مدينا "العقليات الفاشية" فى إشارة إلى حكومة أردوغان. وفى هذا الإطار انتقد سياسيون ومسؤولون أتراك منع إقامة الاحتفالات بعيد العمال كما استنكر السياسيون تهديدات أردوغان باستخدام تدابير مشددة بحق المحتفلين. وانتقد كمال قيليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهورى قرار أردوغان منع العمال الأتراك من الاحتفال فى ساحة تقسيم بعيد العمال محملا أردوغان مسؤولية أى أذى يلحق بالمواطنين خلال الاحتفالات. وطالب أوغلو فى كلمة القاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه أردوغان بالسماح للعمال بالاحتفال بعيدهم فى المكان الذى يريدونه لافتا إلى أن أردوغان الذى يدعي تحقيق الديمقراطية يفرض الحظر على العمال دون أى سبب مقنع.

من جهة أخرى أكد كانى بيكو رئيس اتحاد نقابات العمال الثوريين إصرارهم على الاحتفال بعيد العمال فى ساحة تقسيم لما لها من أهمية تاريخية حيث قتل 36 عاملا فى عام 1977 خلال الاحتفال بعيد العمال فى ساحة تقسيم عبر إطلاق النار على المحتفلين من قبل مجهولين مطالبا بتحويل ساحة تقسيم إلى ساحة الاحتفال بعيد العمال احتراما لذكرى رفاقهم الذين استشهدوا فى عام "1977".

وأوضح بيكو أن الذرائع التى قدمتها الحكومة لمنع الاحتفال بساحة تقسيم لا مبرر لها.

وأكد بيكو أن عدم السماح بالاحتفال فى الساحة المذكورة قرار سياسى يهدف إلى محو ذكرى أحداث تقسيم من ذاكرة الشعب التركى حيث تنزعج بعض الأوساط من لفت الأنظار إلى ضرورة إلقاء القبض على المجرمين الذين تسببوا بمقتل 36 عاملا عبر إحياء ذكراهم.

بدوره حذر دولت باهتشلى رئيس حزب الحركة القومية من استغلال حكومة أردوغان احتفالات عيد العمال لتنفيذ عمليات استفزازية وتكرار أحداث الماضى.

وقال باهتشلى فى كلمة ألقاها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه إن حكومة حزب العدالة والتنمية تسير فى مسيرة الخيانة متجاوزة جميع العوائق لافتا إلى أن أردوغان دخل فى مرحلة مظلمة فى حياته عبر مشاركته فى مشروع "الشرق الأوسط الكبير" مؤكدا أن الشعب التركى سيكشف لعبة أردوغان وشركائه حيث انكشف اتفاق الخيانة بجميع تفاصيله الأمر الذى أدى إلى انهيار أعصاب أردوغان.

يذكر أن مجهولين فتحوا النار فى الأول من أيار عام 1977 على حشد تجمع بمناسبة عيد العمال ما أثار موجة هلع بين الحشد وأدى إلى مقتل 34 شخصا.



https://www.telescopesyria.sy/news/print_news/5633