أريحا .. حكاية مدينة سورية تذبح " شرعاً "

1377462662.jpg1377462662.jpg

عندما تسأل عن سبب وجود معظم الإصابات في الاقدام والفخذ لدى عدد كبير من الجرحى الواصلين إلى المشفى الوطني في إدلب من جهنم " أريحا " المشتعلة ، يخبرونك أشياء لا تريد تصديقها .

" يريدون القبض علينا أحياء لذبجنا ..هكذا يقتضي شرعهم " يجيبك شاب في مقتبل العمر لم يبلغ العشرين بعد ، بصوت متهدج من شدة الألم ، وقد تلقى رصاصة في كاحله قبل يومين .

مدينة أريحا ، مدينة جبلية وادعة كانت مستلقية في حضن " جبل الأربعين " عندما كانت سوريا ، واليوم تشهد مذبحة مروعة ، بعيداً عن وسائل الإعلام طالما مرتكب المجزرة ليس " النظام الغاشم " .

دفعت المدينة ضريبة أنها لم تكن طرفاً في النزاع ، أرادت أن تحيا بهدوء ، بعيدا عن سيطرة المسلحين حالياً ، وبعيداً عن الانتماء لنظام أهملها في سنين خلت ،فحاولت رسم نموذجا مسالماً ، لم يلبث أن سقط أمام سكاكين وسيوف الإسلاميين القادمين من وراء البحار والتاريخ .

أريحا اليوم تذوق ما ذاقته كل المدن السورية التي مارس " المجاهدون " جهادهم على أرضها ، وحرروها ، من أجل بناء " دولة الخلافة في سوريا " وإعلاء " كلمة الله " ، و" الله " عندهم قد لا يعدو كونه " إلها من تمر " أو " شهوة " يتم إفراغها بذبح أحد السوريين ، مكبرين بعده " ثلاثاً " ، فما هي القصة الكاملة لما حدث في أريحا :

بدأت الأخبار تتوالى بعد دخول الجيش العربي السوري إلى المدينة قبل شهر تقريبا بعد مفاوضات بين المجتمع المحلي و مسلحي المعارضة والتي تضمنت اتفاقاً نص على انسحاب المسلحين من المدينة دون معارك و دخول الجيش العربي السوري إليها و تجنيب الأهالي الخسائر و الدمار.

و بعد دخول الجيش العربي السوري و بسط سيطرته الكاملة على المدينة و محيطها باستنثاء منطقة جبل الأربعين معقل مسلحي المعارضة ، قام بتسليمها للاهالي الذين قاموا بتشكيل مجموعات تطوعت في الدفاع الوطني لحماية المدينة و تأمين مستلزمات المواطنين و إعادة المؤسسات الحكومية إلى العمل بالاتفاق مع القيادة السياسية .

وبدأت المدينة التي ظلت رازحة تحت سيطرة المسلحين لأكثر من عام ، بالوقوف على قدميها ، والاستعداد للعودة إلى الحياة ، إلا أن طرفاً كان يقبع هناك في جبل الأربعين ، كان يريد للحياة أن تكون على مقاس " لحية " ، أزعجه هذا الاتفاق .
ومع انسحاب الجيش نحو الحواجز المحيطة بالمدينة و على الاتستراد الدولي ، بعد ثلاثة اسابيع على الاتفاق ، نفذ مئات المقاتلين من عدة جماعات اسلامية متشددة من بينها "حركة أحرار الشام الإسلامية" و "جبهة النصرة" هجوماً عنيفاً على المدينة من منطقة جبل الأربعين استخدموا فيه أكثر من 12 آلية ثقيلة و عشرات السيارات المزودة برشاشات متوسطة و ثقيلة.

و استغلت الجماعات الاسلامية المتشددة ايقاف الجيش العربي السوري عملياته باتجاه منطقة جبل الأربعين المطلة على المدينة ، بعد أوامر صدرت بالانسحاب نحو ريف اللاذقية الذي شهد معاركا عنيفا نتيجة هجوم آلاف المسلحين على عدد من قرى ريف اللاذقية الشمالي.

و بدأ المسلحون الإسلاميون معركتهم التي أطلقوا عليها اسم"كسر القيود عن أريحا الصمود" باقتحامهم الحي الشرقي بمدينة اريحا و ارتكابهم مجزرة بحق عدد من المدنيين من خلال "ذبحهم" بواسطة أدوات حادة موجهين لهم تهم مختلف و من بينها السماح للجيش السوري بدخول المدينة .

و روى " ناجون من الذبح " هناك لتلفزيون الخبر أن من بين المدنيين الذين ذبحوا أطفال و نساء ، لازالت جثثهم مرمية في الشوارع ، و منهم تم رميهم في الأراضي الزراعية ، و يصعب الوصول لهم بسبب انتشار القناصة".

و اكد شاب يدعى " أحمد " وهو مصاب حاليا ويعالج في مشفى بمدينة إدلب أن " المسلحين قصفوا عدد من الأحياء التي لم يتمكنوا من اقتحامها بواسطة الدبابات و الصواريخ ، ما أدى ألى سقوط شهداء مدنيين و تدمير عدد من المنازل ".

وقال " أحمد " أن " المعركة استمرت أسبوع تمكن خلالها المسلحون من اقتحام جميع الأحياء و سيطرتهم على الحواجز التي انسحب منها عناصرها نتيجة الهجوم الكبير و العنيف الذي أسفر عن سقوط عدد من الشهداء بصفوف العسكريين و عناصر اللجان الشعبية".

و تضاربت المعلومات حول عدد الشهداء المدنيين و العسكريين و اللجان الشعبية ، إلا ان مصادر محلية أكدت لتلفزيون الخبر ان عدد الشهداء و الجرحى المدنيين كبير و معظمهم قضى "ذبحا" ، و منهم من تم اسره بالإضافة إلى عدد من عناصر اللجان الشعبية و اقتيادهم إلى "المحاكم الشرعية" بجبل الأربعين و جبل الزاوية.

وأكد مصدر طبي في إدلب لتلفزيون الخبر ما ذهب إليه الجرحى في حديثهم أن " معظم الجرحى الذين اسعفوا إلى مدينة ادلب تعرض أصحابها لإصابات في أقدامهم ، حيث كان المسلحون يطلقون الرصاص على الأقدام لتسهيل اعتقال الجريح و تنفيذ حكم الإعدام بحقه ذبحأً "

و تم توثيق عدة حالات بحق مدنيين و عسكريين ، قضوا ذبحاً ، على يد الجماعات الإسلامية المتشددة .

و بيّنت مصادرمحلية لتلفزيون الخبر ان " معظم قتلى المسلحين من جنسيات غير سورية ، حيث تم زجهم في الصف الاول بالهجوم على الحواجز ، لتأتي بعدها المجموعات التي يقودها سوريين و تسيطر على الابنية و تتمركز فيها ".

و بحسب مصادر ميدانية لتلفزيون الخبر ان " سلاح الجو في الجيش العربي السوري نفذ خلال اليومين الماضيين أكثر من 40 غارة جوية على تجمعات مسلحي المعارضة في مدينة اريحا و جبل الأربعين أدت إلى سقوط خسائر بشرية و مادية بصفوف المسلحين بالإضافة إلى ضحايا بصفوف المدنيين الذين لم يتمكنوا من النزوح".

و أكدت مصادر ميدانية ان " القصف المتواصل الذي يقوم به سلاح الجو يأتي في إطار التمهيد و التحضير لعملية عسكرية كبيرة لاستعادة مدينة اريحا و جبل الأربعين ".

يشار إلى ان سيطرة مسلحي المعارضة على مدينة اريحا أدى إلى انقطاع اتستراد اريحا اللاذقية ، الامر الذي يعتقد أنه سيسرع من بدء العملية العسكرية لاستعادة مدينة اريحا و فتح طريق الامداد نحو مدينة ادلب .

التعليقات

أضف تعليق